تخريج المجلس الأول من أمالي المخلدي "الحديث الأوّل"

تخريج المجلس الأول

من أمالي المخلدي الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي

المتوفى سنة 389 هـ

"الحديث الأوّل"

ملخص البحث:

يقوم هذا البحثُ على التَّخرِيج الموسَّع للأحاديث الوارِدَة في المجلس الأوَّل من أمالي المَخْلَدي، والتي بلغتْ تسعة أحاديث، وقد حاوَل الباحثُ الوصولَ إلى جميع الطُّرُق لهذه الأحاديث، مع العِناية بالاختِلافات الوارِدَة في هذه الطُّرُق، وبَيان العِلَل الموجودة فيها، ثم التَّرجِيح بينَها ببَيَان الوَجه الرَّاجِح من المرجوح.

وقد قدَّم الباحِث للبحث بمقدِّمةٍ، ثم بترجمةٍ للإمام المخلدي، ثم بتعريفٍ مُوجَزٍ لهذه "الأمالي"، ثم بدَأ في ذكْر الأحاديث وتَخرِيجها، وختَم بعد ذلك بخاتمةٍ ذكَر فيها أهمَّ نَتائِج البحث، ثم صَنَع فَهارِس للآيات والأحاديث والمَراجِع، والله الموفِّق.

المقدمة:

الحمد الله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين، نبيِّنا محمد، عليه وعلى آلِه أفضلُ الصَّلاة وأتَمُّ التَّسلِيم.

أمَّا بعدُ:

فلا يَخفَى على أهلِ الاختِصاص أنَّ من مَناهج عُلَماء الحديث تأليفَهم في تَخرِيج أحاديث بعضِ الكتب التي يرَوْن أهميَّة تخريج أحاديثِها؛ كما فعَل الإمام ابن الملقن في كتابه "البدر المنير"، والحافظ ابن حجر في كتابه "التلخيص الحبير" وفي "نتائج الأفكار"، والزيلعي في "نصب الراية"... وغيرهم.

وقد أحببتُ أنْ أقتَفِي أثَرَهم، وأسلُك مَسلَكهم، وذلك بتَخرِيج أحاديث "أمالي أبي محمد الحسن بن محمد المخلدي"؛ وذلك أنِّي كنتُ وقفتُ على جزءٍ صغيرٍ فيه ثلاثةُ مجالس من هذه "الأمالي"، ولفَتَ نَظرِي وجودُ أحاديث وطُرُق نادِرَة فيه، فأحببتُ أنْ أقومَ بالعِناية به ودِراسته كامِلاً.

ولكنْ لَمَّا كان هذا يستَغرِق وقتًا طويلاً، رأيتُ أنْ أبدأ بالمجلس الأوَّل منه، مع التوسُّع في التَّخرِيج، ودِراسة الاختِلافات، وبَيان العِلَل؛ لكي يكون - بإذن الله - مرجعًا وافيًا في تخريج الأحاديث الوارِدة فيه.

ولعلِّي أنْ أنشط مستقبلاً لإكمال جميع المجالس، ثم بعد ذلك أقوم بتَحقِيق الكتاب كلِّه ونشرِه - إنْ شاء الله.

وقد قدَّمتُ للبحث بترجمةٍ للمخلديِّ، ثم بتعريفٍ مُوجَز عن "أماليه"، ثم قمتُ بتَخرِيج أحاديث المجلس الأوَّل، والتي بَلغَتْ تسعة أحاديث.

وفي الخِتام:

فهذا جهدٌ بشري، ولن يخلو من النقص والخَلَل، كما هي طبيعة البَشَر، ولكن حسبي أنِّي بذلتُ فيه وُسعِي وطاقَتِي، فما كان فيه من صوابٍ فبتوفيقٍ من الله وحدَه، وما كان فيه من خَلَلٍ وخطأٍ فمِنِّي ومن الشيطان، وأسألُ الله - عزَّ وجلَّ - أنْ يعفُوَ عَنِّي.

كما أسألُه - عزَّ وجلَّ - أنْ يكون هذا العمل خالِصًا لوَجهِه الكريم، وأنْ يجعَلَه من العلم الذي يُنتَفَع به، إنَّه وليُّ ذلك والقادِر عليه.

وآخِر دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

•  •  •

ترجمة المَخلَديِّ[1]:

اسمه ونسبه:

هو أبو محمد الحسنُ بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان[2] المَخلَديُّ النيسابوريُّ الشيبانيُّ.

والمَخلَديُّ: بفتح الميم وسكون الخاء وفتح اللام، وفي آخِرها دالٌ مهملة، نسبةً إلى جدِّه: مَخلَد[3].

والشيباني: نسبةً إلى جدِّه الأعلى: شيبان[4].

مولده:

لم تذكُر لنا مَصادِر ترجمته شيئًا عن تاريخ مَولِده.

إلا أنَّه يُمكِن القول بأنَّه وُلِد في حدود الثلاثمائة أو بعدها بقليلٍ.

يدلُّ على ذلك أنَّ أقدَمَ شيوخِه وفاةً أبو العباس السراج، والمتوفى سنة (313هـ)، وقد تبيَّن لي أنَّ بعض سَماعِه منه كان في سنة (312هـ) كما جاء في روايته عنه في جزء "البيتوتة"، حيث قال المَخلَديُّ في أوَّل الكتاب: "أخبرنا أبو العباس السراج فيما قرأتُ عليه في شهور سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة"[5].

ولعلَّ عمره في ذلك الوقتِ يكونُ في حُدود العاشرة تَقرِيبًا أو قبلها بقليلٍ، هذا سنٌّ محتمل لطلَبِ العلم والسَّماع، وخاصَّة في ذلك الوقت.

يُضاف إلى ذلك ما رواه الحاكم، قال: "سمعتُ المَخلَدي يقول: شهدتُ سنة إحدى وعشرين فعدلتُ، وسجَّل الحاكم بشهادتي"[6].

والذي يَظهَر لي من هذا القَوْل أنَّه كان في هذه السنة قد تَجاوَز الخامسة عشرة؛ لأنَّ هذه السن هي التي تُقبَل فيها شهادة الرجل في الغالب.

وبالنظر في هذا وفي وقتِ سماعه من السراج، يُمكِن القول بأنَّه وُلِدَ في حدود سنة ثلاث وثلاثمائة تقريبًا، والله أعلم.

أسرته:

لم تُسعِفنا المصادرُ بمعلوماتٍ مُفصَّلة عن أسرته، إلا ما ذكَرَه السمعاني عن أخيه وجدِّه، وما ذكَرَه الذهبي عن جدِّه لأمِّه.

فأخوه: يحيى أبو عمر، سمع من أبي حامدٍ الشرقي، ومكي بن عبدان.

وروَى عنه الحاكم وقال: "كان من مشايخ أهل البيتوتات ومن العُبَّاد المجتهِدين... تُوفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة"[7].

وجدُّه: أبو محمد الحسنُ بن علي بن مَخلَد المطوعي المَخلَديُّ، روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعمر بن زرارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدورقي... وغيرهم، تُوُفِّي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين[8].

وجدُّه لأمِّه: محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن زياد، ذكَرَه الذهبيُّ في شيوخ المَخلَدي الذين سمع منهم[9].

طلبُه للعلم:

لم تَذكُر مَصادِر ترجمته ما يدلُّ على ذلك، ولكنْ يبدو أنَّه قد بدَأ طَلَبَ العلم في سِنٍّ مُبكِّرة جِدًّا؛ لأنَّه تَقدَّم أنَّه وُلِدَ في حدود الثلاثمائة أو بعدَها بقليل، وكان سَماعُه من السراج سنة (312)، ويحتمل أنْ يكون سمع منه أو من غيرِه قبلَ ذلك الوقت.

وعلى هذا يكون قد بَدَأ في طلَب العِلم في سِنٍّ مُبكِّرة؛ لأنَّه إذا كان بَدَأ في السَّمَاع على الشُّيوخ في مثْل هذه السنِّ؛ فهذا يَعنِي أنَّه قد أَتَمَّ قراءة القرآن وحفظه قبلَ ذلك، كما كان سائِدًا في ذلك الوقت.

كما يبدو لي أنَّه لم يَرحَل في طلَب العِلم وبقي في بلده نيسابور؛ لأنَّها كانتْ في ذلك الوقت مليئةً بالعُلَماء، وكانتْ محطَّ أنظار طُلاَّب العِلم؛ لكثرة مَن كان فيها من العُلَماء، كما سيأتي ذكرُ بعضِهم في شيوخ المؤلِّف.

والذي دَعانِي إلى هذا القول أنَّه تبيَّن لي أنَّ مُعظَم شيوخه، وكذلك تلاميذه من أهل نيسابور ومَن لم يكن منهم من أهلها، وجدت نصوصًا من بعض العُلَماء تدلُّ على أنَّ سماع المَخلَديِّ من هؤلاء الشيوخ، أو رواية التلاميذ عن المَخلَديِّ إنما كان في نيسابور، كما سيأتي في ذكر شيوخه وتلاميذه.

شيوخه:

سمع المَخلَديُّ من عددٍ من الشُّيوخ، وقد ذكَر الذهبي في "السِّيَر" عددًا من شيوخه، ووقفتُ في ثَنايا بعض الكتب والأسانيد على غيرهم.

وفيما يلي ذكر هؤلاء الشيوخ:

1- الإمام الحافظ الثبت أبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد النيسابوري الأعمشي (ت 321)[10].

2- الإمام العلامة الثقة أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري ابن الشرقي صاحب "الصحيح"، وتلميذ الإمام مسلم (ت 328)[11].

3- الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن حسن البلخي النيسابوري (ت 314)[12].

4- أبو علي الحسن بن محمد بن جابر السعتري الوكيل (ت320)[13].

5- حسين بن إسحاق[14].

6- الإمام الثقة الزاهد زنجويه بن محمد النيسابوري اللباد (318)[15].

7- أبو الفضل العباس بن عبدالله بن أحمد - ويقال: ابن أحمد بن عبدالله - بن عصام المزني الشافعي الفقيه[16].

8- الإمام الحافظ الثقة أبو نعيم عبدالملك بن محمد بن عدي الجرجاني الإستراباذي الشافعي (323)[17].

9- الإمام الحافظ أبو بكر عبدالله بن محمد الإسفراييني (ت 318)[18].

10- أبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ المحفوظي النيسابوري[19].

11- محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن زياد، وهو جدُّه لأمِّه[20].

12- الإمام الحافظ الثقة أبو العباس السراج: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي النيسابوري (ت 313)[21].

13- الشيخ الإمام المسند الصدوق أبو الحسن محمد بن إسماعيل المروزي[22].

14- الحافظ الثبت أبو بكر محمد بن حمدون النيسابوري (ت 320)[23].

15- الإمام المحدِّث الثقة مكي بن عبدان التميمي المروزي (ت 325)[24].

16- الإمام الكبير شيخ الإسلام أبو عمران موسى بن العباس الخراساني الجويني الحافظ (ت323)[25].

17- الحافظ المتقن المؤمل بن الحسن الماسرجسي النيسابوري (ت319)[26].

تلاميذه:

وممَّن وقفت عليه من الرواة عنه:

1- الإمام الفقيه شيخ القرَّاء أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى النيسابوري الشاماتي المقرئ، المعروف بابن أبي شمس (ت454)[27].

2- الإمام المسند الصدوق أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري النيسابوري الشروطي (ت463)[28].

3- الإمام أبو نصر أحمد بن عبدالله البخاري الثابتي (ت447)[29].

4- الحافظ الثبت أبو بكر أحمد بن علي الرازي الإسفراييني (ت430)[30].

5- الإمام الحافظ شيخ التفسير أبو إسحاق الثعلبي: أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري (ت427)[31].

6- الإمام الحافظ أبو مسعود البجلي: أحمد بن محمد بن عبدالله بن شاذان الرازي النيسابوري (ت449)[32].

7- الإمام أبو يعلى الصابوني إسحاق بن عبدالرحمن النيسابوري (ت455)[33].

8- الإمام العلامة المفسر أبو عبدالرحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الحيري الزاهد (ت 403)[34].

9- الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني: إسماعيل بن عبدالرحمن بن أحمد النيسابوري (ت449)[35].

10- الإمام الحافظ أبو يعلى الخليلي: الخليل بن عبدالله القزويني (ت446).

11- أبو الحسين ذمر بن الحسين بن محمد بن الكباش (ت بعد 437)[36].

12- الشيخ العالم أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد: أحمد بن محمد النيسابوري الصوفي، المعروف بالعيار (ت457)[37].

13- الشيخ الجليل الأمين أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي النيسابوري (ت460)[38].

14- الإمام الثقة أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري النيسابوري (ت451)[39].

15- الشيخ الصدوق أبو عمر عبدالواحد بن أحمد المليحي الهروي (ت463)[40].

16- محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان[41].

17- الإمام الحافظ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري: محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه (ت405)[42].

18- الشيخ الإمام الفقيه أبو سعد الكنجروذي: محمد بن عبدالرحمن النيسابوري (ت453)[43].

19- الإمام المحدث الثقة أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب النيسابوري الصفار (ت456)[44].

20- أبو عبدالله منصور بن رامش بن عبدالله النيسابوري (ت427)[45].

21- الإمام الفقيه شيخ الشافعية أبو الفتح ناصر بن الحسين القرشي المروزي الشافعي (ت444)[46].

22- أبو طالب يحيى بن علي بن محمد الدسكري الصوفي[47].

23- الإمام الثقة المسند أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي النيسابوري (ت466)[48].

تَوثِيقُه وثَناءُ العُلَماء عليه:

لقد اتَّفَق جميع مَن تَرجَم له على تَوثِيقه والثَّناء عليه.

قال الحاكم عندما ترجم له في "تاريخ نيسابور": "شيخ العدالة، وبقيَّة أهل البيوتات في عصره، وهو صحيح الكتب والسَّماع، مُتقِن في الرِّواية، صاحب الإملاء في دار السنَّة، محدِّث عصره"[49].

ونقَل قولَ الحاكم هذا أو بعضَه أكثرُ مَن تَرجَم له[50].

وقال السمعاني: "كان ثقة صدوقًا من مشاهير المحدثين"[51].

وقال ابن نقطة: "كان ثقة أمينًا"[52].

وقال الذهبي في "السِّيَر": "الإمام الصدوق المسند"[53].

وقال في "التذكرة": "محدِّث نيسابور"[54].

وفاته:

اتَّفقتْ معظم مصادر ترجمته أنَّه تُوفِّي في شهر رجب، من سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة[55].

إلاَّ أنَّه وقَع عند السمعاني في الموضع الثاني ونقَلَه عنه ابن الأثير أنَّه تُوفِّي سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة[56]، ولعلَّه قد وقَع تصحيفٌ في أصلِ كتاب السمعاني أو الكتب التي نقَل منها، ومن ثَمَّ نقَلَه عنه ابن الأثير.

ويُؤكِّد هذا أنَّ السمعاني - ونقَلَه عنه ابن الأثير - لَمَّا تَرجَم له أوَّل مرَّة قال: "توفي في حدود سنة نيِّف وثمانين وثلاثمائة"[57].

وعليه: فالصَّواب ما تقدَّم أنَّه تُوفِّي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، والله أعلم.

نبذة موجزة عن "أمالي المَخلَديِّ"[58]:

هي مجموعةُ مجالس أَملاَها الإمامُ المَخلَديُّ في أوقاتٍ مُتَفرِّقة، واشتهرتْ بـ"أمالي المَخلَديِّ"، أو: "مجالس المَخلَديِّ".

وقد وقفتُ على ثلاثِ نُسَخٍ مختلفة من هذه "الأمالي" في المكتبة الظاهرية، وحصلت على صورةٍ منها.

وليس في هذه النُّسَخ إلا ثلاثة مجالس فقط، وكنت أظنُّ أنها جميع "الأمالي"، وخاصَّة أنَّ الحافظ ابن حجر ذكَر في أكثر من موضعٍ أنَّ من مسموعاته: "مجالس المَخلَديِّ الثلاثة"[59].

ولكنْ يبدو أنها أكثرُ من ذلك؛ حيث وجدتُ أنَّ أبا سعدٍ السمعاني ذكَر في أكثر من موضعٍ أنَّه سمع أربعة مجالس من "أمالي المَخلَديِّ"[60].

ويحتمل أن تكون أكثر من ذلك.

وراوي هذه "الأمالي" عن المَخلَديِّ هو أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي، كما هو واضحٌ في جميع النُّسَخ الخطيَّة، وكما جاء في أسانيد الحافظ ابن حجر والسمعاني السابقة، وغيرهم ممَّن روى الكتاب.

•  •  •

تخريج المجلس الأول من "أمالي المَخلَديِّ":

الحديث الأول:

قال المَخلَديُّ: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا قُتيبَة بن سعيد، حدثنا خلَف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، قال: كنتُ خلفَ أبي هريرة وهو يتوضَّأ للصَّلاة، فكان يمدُّ حتى يبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ قال: يا بني فرُّوخ، أنتم هاهنا؟ لو علمتُ أنكم هاهنا ما توضَّأت هذا الوضوء، سمعت خليلي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((تبلُغ الحليةُ من المؤمِن حيث يبلُغ الوضوء)).

تخريج الحديث:

أخرجه من طريق المؤلِّف الإمام البغوي في "شرح السنة" 1/426 (219)، وابن عساكر في "معجم شيوخه" 1/164 (183)، والسبكي في "معجم الشيوخ" (78) من طريق أبي بكر يعقوب بن محمد الصيرفي.

وأخرجه ابن عساكر في "معجم شيوخه" 2/895 (1129)، من طريق أبي حامد أحمد بن الحسن الأزهري، كلاهما (يعقوب، وأحمد) عن المَخلَديِّ به.

وأخرَجَه أبو نعيم في "المستخرج" 1/310 (584)، عن إبراهيم بن عبدالله، عن أبي العباس السراج (شيخ المؤلف).

ومسلم 1/219 (250).

والنسائي 1/93 (149).

والبيهقي في "الكبرى" 1/56، من طريق أحمد بن سلمة.

كلهم عن قتيبة بن سعيد.

وتُوبِع قتيبة:

فأخرجه أبو عوانة 1/244، وأحمد 2/371، من طريق حسين بن محمد المروزي.

وأبو نعيم في "المستخرج" 1/310 (584) من طريق داود بن رشيد.

والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/181، من طريق زكريا بن يحيى (زحمويه).

كلُّهم عن خلف بن خليفة به نحوه.

وتُوبِع خلف بن خليفة:

فأخرجه ابن خزيمة 1/7 (7)، وأبو عوانة 1/244، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" 2/829 (2032)، من طريق عبدالله بن إدريس.

وأبو يعلى 11/66 (6202)، وعنه ابن حبان 3/320 (1045)، من طريق علي بن مسهر.

كلاهما عن أبي مالك الأشجعي به نحوه.

وله طريقٌ أخرى عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - انظرها مع تخريجها في "السلسلة الصحيحة" 2/506 (252).

والحديث صحيحٌ؛ فقد أخرجه مسلم كما تقدَّم - والله أعلم.